المدرسة

خطبة عن التكافل المجتمعي واجب الوقت

حين يُعين المُسلم آخاه المُسلم.. ويُقدّر قلة الرزق والزاد التي يقبع فيها بالعون بالكلمة مرّة، والزاد مرة أخرى، تكون بهذا الحياة أكثر استقرارًا، ويقبع الإنسان بين أخوته في سعادة غامرة.

خطبة عن التكافل المجتمعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، صلوات الله على النبي الأميّ الكريم، فما كان من الإنسان حين يفطِن إلى الطريق الذي يهب السلامة لمجتمعه، لا بُد له أن يتمسّك به أيّما تمسُّك.

هذا الطريق هو التكافل الاجتماعي، أن يحيا البشر في تكاتف جمّ، يُعين كُل ذي قدرة أخاه، ويصبر كل ذي ضعف حتى يأتي له أخوه المُسلم بالعون تحت قدميه.

لأن الله سبحانه أراد أن يعيش المُجتمع في إخاء وتسامح، فجعل للصدقة ثوابٌ كبير، لهذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم يحثّنا عليه.

“أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عنْه إلى اليَمَنِ، فَقالَ: ادْعُهُمْ إلى شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ”. الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 19 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

إن هذا الأسلوب من التعامل بين المسلمين، هو الذي لا يجعل محتاجًا في الأرض قط، بهذا لا يُصبح هُناك أي جائع في الأرض، كما لن تجد من يشكوا من قلة الزاد، وهذا ما كان يفعله النبي طوال الوقت مع أصحابه، فيُصبح هناك اكتفاء بين المسلمين وبعضهم البعض.

رُويّ عنه صلى الله عليه وسلم: “بينَما نحنُ في سفرٍ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ جاء رجُلٌ على راحلتِه قال: فجعَل يضرِبُ يمينًا وشِمالًا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (مَن كان معه فضلُ ظَهرٍ فلْيعُدْ به على مَن لا ظهرَ له ومَن كان معه فضلُ زادٍ فلْيعُدْ به على مَن لا زادَ له) فذكَر مِن أصنافِ المالِ ما ذكَر حتَّى رأَيْنا أنْ لا حقَّ لأحدٍ منَّا في فضلٍ”. الراوي: أبو سعيد الخدري | المحدث: ابن حبان | المصدر: صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم: 5419 | خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه

إن العطاء هو روح الإنسان، كلما أعطيت صِرت أخف، بل وأكثر سعادة، قد تطير مثل الفراشة من فرط السعادة، حتى أنك تهنأ في راحة وشعور دفين بالاكتفاء.

صحيح أن الله سبحانه جعل مسألة إطعام الفقير كانت إلزامية على الغني، إلا أن هُناك من بلغوا منزلة أعظم حين وصلوا إلى الإطعام بحُب وسماحة نفس.

تحميل خطبة عن التكافل المجتمعي PDF

خطبة عن التكافل المجتمعي

خطبة قصيرة عن ضرر الاكتناز

أحبتي في الله، لمّا رأى النبي صلى الله عليه وسلم تعاسة كل من يكتنز المال ويحتفظ به، ما كان منه إلّا أن وجّه المُسلمين إلى ترك هذا المال الذي يأخذهم بيومٍ ما إلى جُهنم، بل قد يحجر عنهم الاستمتاع في الحياة الدُنيا.

قال صلى الله عليه وسلم: “تَعِسَ عبدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ، إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وإنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وإذَا شِيكَ فلا انْتَقَشَ، طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بعِنَانِ فَرَسِهِ في سَبيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إنْ كانَ في الحِرَاسَةِ، كانَ في الحِرَاسَةِ، وإنْ كانَ في السَّاقَةِ كانَ في السَّاقَةِ، إنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ له، وإنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ”.  الراوي : [أبو هريرة] | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى | الصفحة أو الرقم : 28/35 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (2887) باختلاف يسير

حين يكون الجمع والاكتناز هو كل حالهم، والطريق الفُضلى لترك هذا هي الإنفاق من هذا المال على الفقراء والمحتاجين.

حتى أن الله -سبحانه وتعالى- قد كفل للمسلمين الذين ينفقون في سبيله الوقاية من الأذى والتعاسة، فيبقون في أمان من كل هذا وذاك.

قال تعالى:

“الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”  [البقرة: 262].

لا يفوتك أيضًا: موضوع تعبير عن الإخلاص في العمل وإتقانه

خطبة عن أساليب وماهيات التكافل الاجتماعي

يوجد أكثر من شكل للتكافل الاجتماعي، وهو الذي يُساعد على أن يستوي المجتمع في أكثر من جهة، رغم أن أهمهم كان المادي أو المعيشي، إلا أن العلمي والثقافي هو الذي يحمل المجتمع على الأعناق إلى التقدم.

هذا عن طريق كفل الحق في التعليم، فهو الأمر هو الذي به تتقدم المُجتمعات، وتصل إلى حالٍ أفضل بكثير.

كذلك التكافل الأخلاقي قيمة هامّة، فليس هناك أفضل من المُجتمعات التي يسود فيها الشعور بالحماية من الخُلق الفاسد، أن يحيا في حضارة.. بعيدًا عن ذمامة العيش وقسوته.

ليس على الإنسان أن يكون إنفاقه كبيرًا، بل يكفيه فقط جزءًا على قدر استطاعته، وهذا ما حثّ عليه نبينا وأمرنا به.

“قام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: (اتَّقوا النَّارَ) ثمَّ أعرَض وأشاح حتَّى رأَيْنا أنَّه يراها ثمَّ قال: (اتَّقوا النَّار ولو بشِقِّ تمرةٍ فإنْ لم تجِدوا فبكلمةٍ طيِّبةٍ)”.  الراوي : عدي بن حاتم الطائي | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم : 2804 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه

هذا الشعور بالانتماء والسعادة والإخاء الناتج من الصدقة وتقديم المعروف يُمكن أن يكون بشيء يسير، المهم فقط أن يكون من القلب إلى القلب.

عسى أن تسود المودة، ويُصبح مُجتمعنا العربي والإسلامي مُتكافلًا لا يحتاج إلى أحد، فيتقدم ويزدهر ويسمو في سماء العالم بأسره.

إن الخطبة المحفلية عن التكافل الاجتماعي شأنها أن تُغير من المجتمع، وتحمله من السقم إلى السواء الحقيقي، إذا ما حملت تعبيراتٍ مؤثرة تطغى على مرار صعوبة الحياة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى